تظاهرات جديدة في إيران إثر مقتل محتجّين على وفاة "مهسا أميني"
تظاهرات جديدة في إيران إثر مقتل محتجّين على وفاة "مهسا أميني"
خرجت تظاهرات جديدة في إيران، الجمعة، احتجاجا على مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، وفق منظمات غير حكومية ومقاطع فيديو، بحسب وكالة فرانس برس.
وإضافة إلى شعار "نساء، حياة، حرية" أُطلقت هتافات خلال التظاهرات التي قُمعت بقوّة، موجَّهة بشكل علني ضدّ الحكومة التي تأسّست في عام 1979.
وتأجّجت الحركة الاحتجاجية بالغضب بسبب تزايد عدد الأشخاص الذين قُتلوا على يد قوات الأمن التي تكافح لإخمادها، فحصيلة القتلى في صفوف المتظاهرين احتجاجًا على وفاة أميني ارتفعت من 141 الثلاثاء إلى 160 الجمعة، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرها أوسلو، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن حملة القمع خلفت "250 قتيلاً على الأقل".
وتخشى المنظمات غير الحكومية تسارُع حملة القمع، في ظلّ نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر أربعين يوماً، على القتلى الأوائل في الحركة الاحتجاجية.
وتوجه آلاف الأشخاص الأربعاء إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان، للمشاركة في مناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها.
كذلك، اندلعت أحداث الخميس بالقرب من خرم آباد (غرب) حيث تجمّع حشد من الأشخاص عند قبر نيكا شاهكرامي البالغة من العمر 16 عاماً، والتي توفيت قبل 40 يوماً، وفقاً لمقاطع فيديو تمّ التحقّق منها.
وهتف المتظاهرون، وفق فيديو نشرته "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّاً، "سأقتل، سأقتل، كل من قتل أختي".
إطلاق نار في زاهدان
ووقعت أحداث أخرى، الخميس، بعد دفن المتظاهر إسماعيل مولودي الذي يبلغ 35 عاماً في مهاباد حيث فتحت القوات الأمنية النار وقتلت 3 أشخاص، وفق منظمة "هينكاو" المدافعة عن حقوق الإنسان.
وهتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور"، قاصدين بذلك آية علي خامنئي، في الوقت الذي اشتعلت النيران في مكاتب الحكومة في مهاباد، وفقاً لصور من مقطع فيديو تمّ التحقّق منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقُتل متظاهران آخران في بانيه الواقعة أيضاً في الغرب، قرب الحدود مع العراق، وفق "هينكاو".
وفي المجمل، قُتل 8 متظاهرين في 4 محافظات هي كردستان، أذربيجان الغربية، كرمنشاه ولوريستان منذ مساء الأربعاء إلى الخميس، حسب ما أفادت منظمة العفو الدولية.
إضافة إلى ذلك، تشهد مدينة زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان إحدى أفقر مناطق إيران، أعمال عنف بدأت في 30 سبتمبر باحتجاجات على خلفية تقارير حول اغتصاب عنصر أمن لفتاة، وخلفت 93 قتيلا على الأقل، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس".
وقالت "هرانا" و"إيران هيومن رايتس" إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في زاهدان الجمعة، ونشرتا مقطعي فيديو يظهران محتجين يفرون وسط إطلاق نار.
من جانبه، تحدث مجلس الأمن الإقليمي في سيستان بلوشستان عن "أعمال شغب" في زاهدان، مؤكدا مقتل شخص جراء إطلاق نار من "مجهولين" وإصابة 14 آخرين بينهم عناصر من قوات الأمن، وفق ما نقلت وكالة "إرنا".
وفي وقت سابق الجمعة، أقالت السلطات الإيرانية اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في زاهدان، أحدهما قائد شرطة المدينة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
تصعيد القمع
من جهة أخرى، يشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي.
وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في "معهد واشنطن" هنري روم "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى، اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين".
مع ذلك، أضاف "أشكّ في أنّ تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع".
واعتبر أنهم "ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفاً".
من جهته، دعا مدير "إيران هيومن رايتس" محمود العامري مقدم، الأمم المتحدة الجمعة إلى "زيادة الضغط الدبلوماسي على إيران ووضع آلية تحقيق لمحاكمة المسؤولين" عن القمع، وأضاف "هناك خطر حقيقي لحدوث مذبحة ويجب على الأمم المتحدة ضمان عدم حدوث ذلك".
من جانبهم، واصل القادة الإيرانيون توجيه أصابع الاتهام إلى "أعداء" إيران.
واتهمت وزارة المخابرات والحرس الثوري في بيان مشترك الجمعة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) و"حلفائها بريطانيا وإسرائيل والسعودية" بـ"التآمر" ضد إيران.
وتوفّيت أميني عن عمر 22 عاما في 16 سبتمبر بعد 3 أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإيرانية، والتي تفرض على النساء ارتداء الحجاب.